يختلف الأطباء حول ضرورة استئصالها
اللوزتان.. بوابة الدفاع عن الجسم
منذ جيل مضى كان علاج التهاب الحلق المزمن عند الأطفال يتطلب استئصال اللوزتين والزوائد الأنفية، لكن بفضل التقدم في الطب، تقلصت ضرورة إجراء الجراحة إلى حد كبير، ولكنها رغم ذلك ما زالت من أكثر العمليات الجراحية شيوعاً بين الأطفال حيث تشير الإحصاءات إلى أن نحو 283 ألف عملية من هذا النوع تجري سنوياً، وفيما يلي أحدث ما كتب بخصوص التهاب اللوزتين والزوائد الأنفية وما تسببه من مشكلات.
تشبه اللوزتان في بنيتهما العقد الليمفاوية، وتستقران في نهاية الحلق ووظيفتهما إفراز مواد دفاعية عند تعرض الجسم للالتهاب، ويمكن رؤيتهما بسهولة عندما يفتح الطفل فمه بشدة ويخرج لسانه إلى الخارج ويقول (آه) أما لحمية الأنف فهي تشبه اللوزتين في شكلها ووظيفتها، وتختفي في العادة خلف الأنف ويمكن رؤيتها فقط من خلال فحص طبي خاص يقوم به الطبيب أو من خلال أشعة إكس.
التهاب اللوزتين
نظراً لأن اللوزتين ولحمية الأنف مبطنتان بثقوب وشقوق صغيرة يمكن أن تكونا مرتعاً للبكتيريا والفيروسات التي سرعان ما تسبب الالتهابات، ويترتب على ذلك تضخم في اللوزتين وشعور بآلام في كافة أنحاء الجسم، ومع تكرر الأمر تقل قدرة الجهاز المناعي على مقاومتها وتتحول إلى التهابات مزمنة. وفي الحالات الشديدة يمكنها أن تعيق قدرة الطفل على التنفس. وقد تتأثر مخارج الحروف عند الطفل بسببها، وأيضاً يمكنها أن تسبب التهاباً في الأذن الوسطى ينتج عن انسداد القنوات السمعية بفعل تضخم اللوزتين، كما يمكن أن تسبب الشخير وقلة النوم.
ليس مثل التهاب الحلق
وهناك فرق بين التهاب اللوزتين والتهاب الحلق، فالأول أشد قسوة ويحدث نتيجة الإصابة بأنواع مختلفة من الفيروسات والبكتيريا، ويتسبب في احمرار وتورم الحلق لدرجة تعيق الطفل من تناول الطعام، ويغطي اللوزتين صديد أصفر اللون، وترافقه حرارة مرتفعة تفوق 101 فهرنهايت، إضافة إلى بحة في الصوت وقيء وفقدان الرغبة في تناول الطعام.
ولكن في حالة التهاب الحلق الأمر مختلف، فهو يحدث بسبب التعرض لنفس الفيروسات والمزعجة التي تسبب نزلات البرد، ولا يصاحب التهاب الحلق التهاب في اللوزتين، ولا يؤدي إلى ارتفاع شديد في درجة الحرارة، ومثل كل الالتهابات الفيروسية هو ليس بحاجة إلى العلاج بالمضادات الحيوية، لأنه يزول من تلقاء نفسه خلال بضعة أيام.
العلاج المثالي
يعتمد العلاج المثالي على نوع الالتهاب، فيروسي أم بكتيري، ويستطيع الطبيب أن يحدد ذلك من خلال بعض الفحوصات الخبرية، ويتم العلاج في حال ثبتت الإصابة بالتهاب بكتيري بالمضاد الحيوي، وقد يصل العلاج إلى عشرة أيام، وفي حالة اتضح أنه فيروسي، لا يصف الطبيب مضاداً حيوياً، وإنما ينصح بتوفير الراحة للطفل، له خافضاً للحرارة ومسكناً للألم فقط. .
علاقة اللوزتين بالشخير
كبر حجم اللوزتين يؤدي إلى الشخير، مقولة حقيقة بالفعل، وفي مثل هذه الحالات ينصح باستئصال اللوزتين لأنهما إذا تركتا على حالهما قد تؤديان إلى حدوث اختلالات تنفسية مثل توقف التنفس الانسدادي أثناء النوم apnea وللأسف في بعض الأحيان يتم تشخيص هذا النوع خاطئاً، كأن يقال: إن الطفل مصاب بنقص الانتباه أو فرط النشاط الحركي، وذلك بسبب التشابه في بعض الأعراض مثل: عدم الانتباه، العصبية الزائدة، الشعور بالاستفزاز والانزعاج، ويكمن العلاج في استئصال اللوزتين واستئصال لحمية الأنف.
ولكن يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أنه ليس كل طفل مصاب بالشخير بحاجة إلى استئصال اللوزتين، إذ إن 10% من الأطفال يشخرون بسبب الإصابة بنزلات البرد أو بسبب المعاناة من حساسية الأنف، وعادة ينصح الأطباء باستئصال اللوزتين في حال توافرت الأعراض التالية:
إذا تكرر التهابهما أكثر من 4 مرات في العام، وهناك من لا يرى ضرورة لذلك إلا إذا وصل عدد حالات الإصابة أكثر من سبع مرات في العام.
* إذا أصيبتا بالتخضم واعتلاهما الصديد الأصفر، ونتج عن ذلك حدوث خراج.
* إذا كان حجمهما كبيراً لدرجة تعيق التنفس.
* إذا سببتا للطفل حالة التوقف الانسدادي أثناء النوم.
* ينصح بالخضوع للجراحة إذا كان الطفل يعاني من التهاب المكورات العقدية المزمن في الحلق، والتهاب الأذن الوسطى، ولا يستجيب للعلاج بالمضادات الحيوية.